* تصارعت النخبة عن من يمثل الشباب ، بينما هذه النخبة لم تستطع حشد خمسة أفراد قبل الثورة ، بل لم تنشغل أصلاً بموضوع عنوانه "الحشد ، ما هو مضمون خطابه ، وما هى آلياته ؟"
بل لم تنشغل أصلاً بإعمال عقلها ، بكيفية تليق بها ، أو بانطباع الناس عنها.
أما الكوميدى فى الأمر ، أنها ظلت تتصارع على تشكيل لجان ، بأعداد فرقها المتصارعة ، ولم تنشغل بالموضوع !
أما الأكثر كوميديا ، وبعد أن زاد عدد اللجان التى تشكلت عن العشرين ، فالكوميدى فى الأمر ، هو أن موسم أو مولد سيدى التفاوضى قد انفض ، بل لم يكن موجوداً بالكيفية التى كانوا يحلمون بها !
* نأتى لموضوع آخر ، يتعلق بهؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا ، طوال الخمس سنوات الأخيرة ، وهم لا ينشغلون على الإطلاق بتسويق أنفسهم لدى الناس ، وانشغالهم كان ومازال وسيظل بالإخوان المسلمين !
هؤلاء سأصدمهم بحقيقة الآن ، وهى أنهم أو حتى غيرهم على الإطلاق ، وأكرر على الإطلاق ، أنهم لو دعوا إلى تظاهرة مليونية ، دون مباركة من الإخوان المسلمين ، أقصى عدد يمكن أن يلبى دعوتهم ، هو ضغف عدد من يمكن أن يحضر لحفل غنائى ، لمطرب يُعجب به الشباب ، يعنى مائة ألف متظاهر ، وهذا عدد أبالغ فيه.
هؤلاء أقول لهم ، إن لم تطوروا خطابكم السياسى ، وقبل ذلك تراجعوا أنفسكم بحق وإخلاص وقناعة ، أن لا خصام مع الدين ، لن يكون لخطابكم صدى بين المصريين.
يا ناس من قال أن الدين يخاصم العصر ، من قال أن الدين لا يحض على العلم ، ومن العلم الأخذ بأسباب الفكر والإدارة العلمية ، من قال ، ومن قال ، ومن قال........ ؟
صدقونى ، مهما أوتيتم من مهلة زمنية ، حتى وإن بلغت سنتين أو خمس أو عشر سنوات ، لن تجنوا ثمرة ، إلا لو راجعتم أنفسكم ، ثم تحركتم.
صدقونى أنا أحرص الناس ، رغم توجهى الإسلامى السياسى ، إلى التعددية ، لأنى أعى أهميتها القصوى ، ولكن للأسف لا أمل فيكم ، إلا لو شملكم التغيير أنتم أيضاً.
كتبت لكم هذا الكلام منذ سنوات وتحديداً فى 2007 ، وكتبته لكم طوال العام الماضى ، وكتبته لكم منذ أسبوع ، ومن العجيب أن كتبه أمس الأستاذ خالد صلاح الذى تصله رسائلى ، دون أن يضع لكم الحل ، كل ما فعله أن ختم مقاله قائلاً : ـ
أرجو هنا أن ينتبه صناع السياسة فى مصر إلى هذا التحدى، والسعى مبكرا إلى تشكيل قوام حزب مدنى متكامل، أو ائتلاف مدنى موسع يستطيع بناء سياسات واستراتيجيات مثمرة للبلاد، ومن دون ذلك فقد ندخل إلى أزمات متعددة من الشتات الفكرى والتشريعى، ومن السيطرة الكاملة للإخوان على مقدرات الأمر فى البلاد دون أن يعلنوا من جانبهم عن بادرة، يمكن أن نطمئن إليها لضمان استمرار الدولة المدنية كما نعرفها، أو كما نحلم بها.
وبعد فالمشكلة ليست فى السياسات المثمرة للبلاد ، فاعتقادى راسخ أن فكاراً عديدة متوفرة بالفعل لدى أصحاب الفكر "الحقيقيين" فى مصر ، كل ما ينقص أصحاب الفكر ، هى قنوات التوصيل التى كانت مغلقة فى العهد البائد ، وأفكارهم ستصل حتماً بإذن الله ، إلى أى حكومة منتخبة قادمة ، فضلاً عما يتوفر بالفعل من كوادر يمكنها أن تنتج سياسات وبرامج نهضوية لمصر ، لدى أى حكومة مصرية قادمة منتخبة ، سواء من الإخوان أو الليبراليين أو اليساريين أو ........ ، ولكن المشكلة هى فى كيف يصل الحزب أو الفصيل الذى يريد أن يمثل المصريين إلى الناس ؟
وتلك ، هى مشكلة الكسالى من الليبراليين ، الذين لا يتحركون ، وقبل ذلك ، لا يراجعون أنفسهم.
ربنا يهدينا جميعاً ، مع تحياتى ،
محســن صلاح عيد الرحمن .